الاثنين، 3 يونيو 2013

                            خطاب سيدي السلطان بعد أحداث سيدي بوزيد
 
من أي بحر قَصَفَت هاذي الرعود
من أي فج عَصَفت رياح الجليد
من أي يم هبَّت هاذي الحشود
ألا يتجمد نسيم المتوسط بخطاب التهديد؟
ألم نبن جدارا لمنع رذاذ المطر؟
و مذكرة اعتقال لندى الأطلسي و تحقيقا مع زرقة البحر؟
أ لم نحفر لكل عصفور طويل اللسان أخدود؟
أ لم يكن سلطاننا ودود، أمام شعب لدود؟
 إذ لم يقل أني لا والد ولا مولود؟
ألم نحذِّر كل نملة معطلة ألاَّ تحيد؟
و ألَّا تغادر أَجْرانها كي لا تباد أو تبيد؟
ماذا عسانا نقول لرياح مزمجرة تسكن خيمة في الصحراء؟
و لهيب شرقي يتاجر سرا في العواصف الرملية و يبحث عن كلأ و ماء؟
أ لم يَجْنِ الديك على عُرفه حين يصيح مع الفجر منفردا وحيد؟
من أَذِن للحمام أن يبنيَ عُشّا بلا ترخيص، و يوزع رسائل بلا بريد؟
من سَلَّم للنجوم مفاتيح الشعراء؟
كي تُهَرِّبَ من بُرْج إلى برج كلَّ هذا الكبرياء؟
من تكون هاذي المخلوقات غير عبيدْ؟
وَرِثَها سيدي السلطان مع كنزه التليد؟؟؟
بحكم قانون الطوارئ في كل مكان
يَمنع كل الكائنات من التجول و يَشنقُ جميع الحشرات و الديدان
يُصْدِر مذكرة بحث ضد الأسد الجبان
كي لا تراوده مرة أخرى أحلام التيجان
و يَحكمُ بالإقامة الجبرية على الصرَّار صاحب الكمان
يُنفِّذ قَصَاص قطع الأرجل على أم أربع و أربعين
كي لا تتطاول على أمن المكان
يُعْدِم الشمس عند الغروب، و يُعلن الغربان ولاة على الزمان
كي يحافظ على سِلْم الرعايا من إرهاب "متى" و "أيان".
فسيدي السلطان لا يرضى أن يكون مخدوعا أو بليد
حَزْما و انضباطا لن يتراخى مع ذبذبات الكون و أريج الريحان
لا حَقَّ للجداول في الخرير، و لا بالعبير لشجر الرمان
فهو سُلطان و رُبّان و قُرْصان
لا محالة شديد البأس مع طموح الأمواج في المجد شديدْ
وسيغتال كل الأسماك بحثا عن قرش عنيدْ
يتصدى لطنين النحل،لأمل النمل بالنار و الحديدْ
فقط كي لا تتكرر في البلاد أنشودة سيدي بو زيدْ!!!
                                           
                         عبد الرحيم لعرب يناير 2011    



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق