الأحد، 6 أكتوبر 2013

الشاعر أمام محكمة عسكرية



قال القاضي
أ تحمل بندقية؟
قلت: لا... لا... لا
لا تقتل الشعر في أحشائي
فأنا لي أمنية...
قال: شعرك وسيفك عنتر
قلت: كيف يناطح الشمس القمر؟
غضب مني ولاح وجه أصفر
قلت: هل الكلم يرفع علما إذا انتصر؟
حينها ضرب بالمطرقة
وقال هذا هو الإثم أكـــبر!
قلت: أكلماتي رصاصات مدوية؟!
قال:هي طائشة، تقتل خمسا تحيي مئة
حينها وجدتني وراء القضبان
بتهمة التسلح! !
                                                                      ع الرحيم لعرب 1999



أبو ذر الغفاري على أبواب منازلنا



محدقا يسري ، يتأمل جنبات الأحياء
كم من تفاصيل الكون
لم نعرفها بعد؟
كم من تفاعيل الشعر
لم ننظمها بعد؟
كم من طلاسيم السحر
لم نحلها بعد؟
كم من تراتيل النصر
لم نتنغمها بعد؟
كم من تجاعيد الوقت
لم نحرثها بعد؟
كم من سؤال لم نطرحه بعد؟
أجابني بعينيه المتربتين
و قدميه المشققتين
أ لم تمزق حجاب الكون لترى؟
أبا ذر يجوب أحياء الصفيح
يقول: و الله لأعجب لأناس
لا يجدون كسرة خبز في بيتهم
فلا يخرجون للناس شاهرين سيوفهم؟؟
أ لم تقطع عباب الشعر لتسمع؟
ن
َظْم العصاة يقول:
قفا نبكي على برلمان
غدا فينا سيركا بيزنطية الألوان!
ألم تكسر زجاج الصناديق ليشهر المهلهل سيفه
فاضحا لواط القبائل؟
و بحثهم عن أنبياء بلا سراويل؟
كم سؤال طرحت و لم يجب !
عندما كان ذاهبا إلى الحصاد مسحت جبهته المتجعدة
كأرض كنعانية الأهواء ولم يجب!
قرأت في عينيه و في شارة منجله المنحني:
كم من الآهات لم تفهم بعد؟
************
مقطب الجبين يقطع عباب الهواء
سألته: أ لم تقرأ عن الانتخابات و الأحزاب؟
قال : أ لم تكتوي بالأسعار و شرب الأنخاب؟
سألته: أ لم تسمع بالصناديق و الأحباب؟
قال: أ لم تسمع عن الأجور و الأتعاب؟
سألته : أ لا تؤمن بالبلدية، ألا تدعو ربك تحت قبة البرلمان؟
قال: أ لا ت
ُسْلِم بالمنجل، و ذود السنان عن أشجار السنديان؟
سألته: أ تكفر بالوطن و السلطان؟
قال:كفرت بالألوان،كفرت بالأعيان،كفرت بالتيجان.
صلب اليدين قال، فصيح اللسان قال:
كم من الأصوات لم تسمع بعد؟
سألته: ألا تصوت، ألا تلبي نداء الحملات و التلفاز؟
فتح فاه، و بدأ يصوت :
واه...واه...واه...واه...واه...واه...
حامل السنان قال:
كم من الأصوات لم تُسمع بعد؟
كم من الخطابات الزائفة لم تُقطّ
ٓع بعد؟
كم من المنابر الخشبية لم تُكسر بعد؟
كم من صل السيوف لم تُقعقع بعد؟
كم من الطبول لم تُقرع بعد؟
كم من الصواعق لم تُرعد بعد؟
صقر العينين قال:
كم من الأصوات ستسمع غ
َدْ.
والأهازيج ستغنى ،والرمح زاد ورفيق وي
َدْ
.
عبد الرحيم لعرب
ماي
2007

المتنبي على أبواب حيفا أو ربما مضرب عن الطعام مع الأسرى الفلسطينيين


عشنا على الذكريات
نمنا على أخبار الموتى
صحونا على صناع الحياة
ا
ِبق كقبضة بدوي تبني الرايات
من جراح الطريق الطويل...الطويل...الطويل
من هزات الدرب و انقلاب السياسة على التضحيات.
يا لشياطين تعانق النيازك
النور ثمرة تنضج بعد الظلمة الحالكة
الصوف يغزل من الأشجار الشائكة
ا
ُصمد خلف الجراح المثخنة
ا
ُصمد خلف المتراس،و الخندق و القلوب المحصنة
ا
ُصمد أمام زحف الفاشست ، تحت الهيجاء ...أمام المقصلة
ا
ُصمد كفنيق الشهداء ،كأعصاب المعطي، كعروق بنعيسى،مروة
كدمه الساخن المتدفق على أوراقه، و شظايا لحم على المِقلمة
فيروزية الصوت تغرس الرايات الحمر على خرائب ستالينغراد،الم
َعْلَمَة
لتغني بأوتار الشمس:
النازيون لن يمروا، مليون شهيد تلو المليون
الخندق تلو الخندق، همجية التتار تتطاير و الدم فوق العمائم
لن يمروا، لن يمروا، نتساقط سنبلة، سنبلة،
نحمي زيتوننا، كرمة التاريخ، أغصان التين،جريد الشهداء
من كل الثعالب النازية ، من فيالق الهاغاناه،
ضعوا في فم كل "هينكل" قنبلة، قنبلة.
فليتحالفوا ما شاءوا مع الإمبراطور قيصر،
مع سدنة القبور،نقاء العرق، ليشربوا نخبهم في البيت الأصفر
لن يمروا...فلسطيني هذا الورد الأحمر
روما فيروزية الصوت ،كم أنت خارقة رغم الكمائم
فيروزية الصوت رغم هدير الطائرات،ناصعة رغم الغمائم
ا
ُصمد خلف لحنها ، خلف بريق عينيها،من رحمها يولد الميلاد
قاوم تحت سلخ الجرمان، أصمد تحت فلق الجلاد
فظهورنا دبغتها الهزائم
ا
ُصمد رغم كيد المنجمين لا تصدق وإن كذبوا
فعيوننا صقلتها النمائم.

رثاء الفرس الأخير للمتنبي



صامدا يخطو قاطعا موج الأنواء
إن رحلت فلن يحبك أحد
لا ترحل فلن يُُه
ٓد أُحد
لملم جراحك الغائرة
لا ترحل، فلن يهواك أحد
خذ طريقك و عصافيرك الطائرة
و انشد أغنية الجماهير الثائرة
غن وارقص
دق
َّ بارودتك
تذكر آهة الشهيد الصمد
ا
ِبق كعيني طفل يبحث عن حليب أمه
في ثدي جفت بأرض بغداد
ا
ِبق كفرساوي يصنع الحياة
من ضوء السهاد
ا
ِبق كسجين كتبت على جسده
قصائد الحرية كسجاد.

أوراق المتنبي الأخيرة أو احتضار أمام قاتله


حزينا يمشي مناجيا سواد الليلة الليلاء
إن كنت صادقا في هذا الزمن الغوغائي
فلن يهواك أحد
خذ عصافيرك و أشجارك و ارحل إلى الصحراء
ا
ِقطع لسانك و اطمره في البيداء
حتى لا يسمعك أحد
إن كنت بروميتيوس هذا الزمن الحربائي
فستسخر منك كلاب البوليس و إلاهات النار
خذ قلبك الثائر و ارحل إلى القفار
و ادفن عزك في الرمداء
و اقتلع عينيك كي لا تراهم يرونك
تتمرغ في رماد العذراء.

نشيد الثـــــــــورة



الثورة:
ليست سدل لحي، رأي نبي
فضيلة تقي، طيبوبة صبي
ثُأر بكري و لا ثغلبي
ليست خمس صلوات تحت قبة البرلمان
 تقبيل التيجان،حمر التبان
خوف الشجعان
أحجية القط و الجرذان
ليست اختباء الفئران في الميازيب
رقصة اليعاسيب.        
ليست سجف الدخان البيضاء
فودكا في الحانة الحمراء
ليست رؤى ولا عكاظ الأوهام
ولا ضرب الأزلام
الثورة:
نبض الكون، ولادة روما، انشطار نيرون
الحرب السرمدية، قتال الإلكترون و النيترون
نبض السينين، قافلة الدهر، انقسام العالم إلى اثنين
حرب السماء في وحدتها، انقسام الوجود لنصفين
في الماء، في الدم، في الغمام،في البرق و الدخان والهواء
في كل شيء، في كل شيء، هابيل و قابيل لم يتوحدا و لن يتوحدا
حرب التاريخ في وحدته، لمعسكرين عثمان مات
و الزنوج قالوا:
الثورة، الثورة
 لا بد أن تنتصر.
انشطار الكون وحدة عالية، حياة في الرمق
ترنيمة على كمان رقابنا و ماء الشفق
جروا سكاكينكم
موزارا يترنم ، نطفة لمن خلق.
كوني" آنتوس" الجديد
تشبثي بضوء الشمس
و امزجي دماء اليوم بالأمس.
كوني " آتون" يرقص لعيد الميلاد
لنبني أهراما للشعب المجيد
نشرب مياه النيل لا تروي عطشا
نفتح خزائن رمسيس لا تضيء غبشا
نحن المستحيل الذي لا يستحيل
نملأ المظاهرات
 السجون، الأغنيات
نقتلع كل العيون،الزنبقات
نموت خنقا بين فخذي الأمازون
نملأ كل الاحتجاجات
نسمل كل الجفون
رؤوسنا تعانق المشانق
هياكلنا العظمية غصون
أيدينا مدملجة بالسلاسل
صرخاتنا تفرح أطفالنا الجوعى كالليمون
نملأ كل المقابر
نسقي كل الزيتون
نملأ كل الوديان، كل المداشير
نفرح نساء كربلاء، و علي يحض كل المغاوير
نملأ الأعراس
نملأ الأحزان
قائمة الشهداء
 ساحة الميدان.
فلا طبق على طبق
و كل من قال هيت لك، افترق
فلا شبق و لا ورق
كل من قال لا ذالك، احترق
فنحن المستحيل الذي لا يستحيل.
 معبر ليافا و الجليل
طوبى لأسرانا بالزنازين
سردق سري
خيط الحساب للنصر الأصيل
حيفا عائدة، غزة مقاومة
ليمضي بعيدا عنا عصر العويل
طوبى لنا بالثورة
فهي المستحيل الذي لا يستحيل.
نغرس بيارقها
نغرس، و نتساقط واحدا ، واحدا
نغرس،نزحف، نرحل شهيدا، شهيدا
 ننهض من قبورنا،  نغرس ونزحف
تحت رهج حوافرهم
لينبت في الأرض علم "أبو جهاد"...
و المغربي دلال ترقص في الأعياد
من يعجز عن تقبيل بارودتك
فلينسحب
من يعجز عن حمل بيارقك
فلينسحب
لترسم محيدلي لوحتها للجنوب
الثورة، الثورة لا بد أن تنتصر.
فلا رأي لمن لا بارودة له
و لا طاعة لمن لا معقل له
ها غونزالو سجنوك
وما قتلوا أفكارك
سوران أعدموك وما اقتلعوا أشجارك
هذي حكمة البنفسج الأبدية
لن تضيع دماؤك
كما تضيع دماء القرابين على الأطلال الطينية
هذه لوعة الوطن الدهرية
حكمة سبارتكوس السرمدية
غونزالو وضعوك في قفص قبري
كل الكاميرات انسحبت
لا يوضع في السياج إلا غضنفر و قسورة
فزأرت و زأرت:
Viva la guerra popular
Viva la guerra popular
فاستيقظ الشهداء بعد " كومة"
لتلتحم قبضاتهم العظيمة
Hasta la victoria
Hasta la guerra popular
نفسهم الأخير
أيديهم تلامس شعر الغابات
زروال يعلو تحت كرباجهم
رحال يغني تحت شتاء سياطهم
جراكوس يسمو و يسمو إلى أن يلامس آلهة الرومان
أمام حبل مفتول، أمام مشنقته
يستجمع رئتيه و يبتسم
يمزق جريدتهم و يبتسم
الثورة لا بد أن تنتصر.
ريح صرصر شتوية
سبارتكوس، سبارتكوس
يتذكر آهات لوركا
صرخات التعذيب ،بطش فرانكو
ملايين الثوريين ذبحوا
ملايين المغاورين صرخوا حين ارتد الوشاة
لا بد أن تنتصر
شجرة السنديان الولودة
فؤاد المعطي ينبض
أنامله تعزف أوتار السنابل
جسم زبيدة بلسم لجروح القبائل
ليرتد الصدى أغنية على المنوال
الثورة لا بد أن تنتصر.
النسيم من الأنديز إلى جبال الهيمالايا
الريح ترضع من مزودة كايباكايا
لن يمحو الدماء المداد
لن يخمد الجمر تحت الرماد

غاليلي حطم أصنام باطليموس
و أعلن دورة الأرض.
أم الحياة أم الكون
أم العواصف، أم اليباب، أم الديدان
أم الحجر، أم المجرات، أم الخلايا، أم السنين، أم الجرمان
أم الإغريق، أم بابل، أم سومر، أم الرومان
أمنا أم الزمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــان.
                                                

                                                         مارس 2006

مـــلاءة حـــــمراء

مـــلاءة حـــــمراء


ملاءة روزا تلامس جلد قصدتي
                      وقصيدتي بحر لثلاثة وعشرين آذار
بزة الشعب تنفح طيبـــــا
                     على سرير انتفاضات دجنبر
وانتفاضتي قصيدة لصحراء الأنصار
خطابات الثوار صدى للجائعين في رئتي،مطرا
قبضتهم ندى للأرامل،جسرللأغاني،خذ خبرا
"العم سام "يغطس هيرقليطس،ليسبح في النهر مرتين
وقطرة دمي أنشودة،رذاذ يسقي زيتون حيفا شجرا،شجرا
إلياذة"هومر"ملحمتي
وامرؤالقيس يمج حروف قصيدتي مرتين
لأخلق من الزرع آدما أرجوانيا مرتين
هنا سدرة المنتهى، هنا البداية ترقص مرتين
كنارة مشردة، ناي منبوذ،جبين مبلل،
رغيف ممضوغ مرتين
جلباب ريفي مبرقع ،كوفية جنوبي،عباءة هو شي منه
تعصر من زبد البحر معلقات لقبارتي
وقبارتي أنين على بحر أيلول الأسود
هانوي الجميلة  تغتسل في نهر الميسيسيبي
                              تستنشق أبقراط ليجرح قلبي مرتين
بشعرها المنساب تسبح في نهر سبو، ملوية، أبي رقراق
تشم قبور"أولاد خليفة" لينبتوا من الحجر، ليصرخوا مرتين
أقدام "إخوان الصفا" تتمزق على شفتي مرتين
لتداعب رائحة الفطير نسيم الصباح
تحيي شقشقات البلابل حمرة الفجر، عزم الشهداء
أم تحمل شارة النصر، لابنها المقاتل في الرمضاء
هزيج الحصادين المغتدين نحو شمس اللهيب
يدرسون الوغى، يلمون حنطة، عجينا، حلوى للنصر القريب
هذا النصر، هذا الغد
منديل حبيبة يلف أحشائي على وزن نيرودا
هندام فلاحة
زيها المطرز بالدمع على جفني المحروث.
فاختبئ، اختبئ كزغردة مزارعة
كمنديل حبيبة في أحشائي على وزن أنشودة.
اخرج، اخرج، وارقص
على وقع الفرسان و صهيل الجياد
 ورهج الدخان الممدود
اقتل قز السندس
مزق أوردة الحندس
ادخل، ادخل بهو التاريخ
 جنديا ثائرا طرواديا بالأمل الموعود.
                                              
                                                  ع الرحيم لعرب 2004