الاثنين، 10 يونيو 2013

حرارة المنفى داخل القفص
أو سنابل كنعانية
 فتحت جفني
 و حركت رموش عيني
لأجد في يدي جواز سفر
ربما أخذته من على القمر
ها أنا ذا، الآن في مدينة الدنيا
قيل لي ارم بنفسك ملقيا‼
 ها أنا ذا الآن، في البحيرة الدوامة
لطمتني و زمجرت كالقيامة
ماؤها آسن منذ البداية
أنا مثخن وجسمي بلا نهاية.
***
كفكفت بحار دموعي
مزقت مابين ضلوعي
وهشمت كل دروعي
زرعت غضبي في كل حبات الرمال
وفاق رعدي رغاء الجمال
لعلي بذاك أمزق بظفري هذي الحبال
لم أهب البارود ولا الرصاص
لحمي أهديت طعما للمدى
أعصر الأرض
ليفر الجوع والمرض
أعطي لكل نملة
حبة أو سنبلة.
ليتني أحمل مشعلا في يدي أنا
ليكون شمسا للدنا
لكن "ظلم ذوي القربى أشد مضاضة"
ولو طلت وجنتيها بالمساحيق
وسمت نفسها موعظة
ولو تبرجت أمامك وعانقتك
وسمت نفسها موضة
مرة تهديني مرآة وصورة ممزقة
تارة ترسمني في كناشها متطايرا ورقة ورقة
وحينا خائنا يرمي السكر في اليم.
صرخت...فجرت أوتاري لأشق السماء
لعل جيش موسى يمر ويموت فرعون
حبذا لو أموت مدفون
حبذا لو أصير مجنون.
***
حلمت لو نأكل نفس الرغيف
 نبلع نفس الطبق
وددت ألا يبقى ضعيف
لا طبق على طبق
كل هؤلاء عانقتهم مودعين الغسق
كما ودع الليل الشفق
سهرت الليلة كلها
عين على قلبي وأخرى على النهى
وبحيرتي نتنة قرشها وماؤها
حين قلتها
أحكموا حبل الشنق
ورددوا باسمين لا تقلق
لن تشم وردتك لأنك لم تخلق
ولم تكن كالناس لا من طين ولا من علق.
***
آه...آه...آه...
هل سقطت قرنفلتي في الذنب!؟
ألأني رفضت عصر الحجاج؟
و من رقصوا في ذاك الملعب؟
أ لأن فانوسي من ذهب؟
ألأني رفضت يهوذا"يوضاس"،توراة المخلب؟
لماذا رسمتم على باب قريتي..
جندية تلاعب أطفالي ببندقية؟
كم ستحصدون من ياسمين؟
كم ستحرقون من سنابل؟
فسأزرع آلاف المرات
لن يجف البحر
ما دام في مقلتي مطر
لن أنسى فلسطين
ما دام في قلبي حنين.
فلتصبغوا قريتي  بلون الحجر
حطموا أسوار القدس
دبابير تسكن شهد النحل..منكر
هيهات... أن تسرقوا من على صدرها لؤلؤة المحار
إن أمكن فاشربوا كل أمطارها، الأنهار و البحار!
ها أنا ...ها نحن...ها أنتم
استخدموا كل العقاقير لتفسدوا المعنى
فإسرائيل تمتص ثدي العالم عنوة
 تضاجعنا قوة 
تقطف زهورنا علانية
فأين البستاني إذن؟!
***
أحمل كوفيتي وزادي ألهو مع الولدان في الوادي
كم  أنت طفولي...فؤادي..فؤادي...
الساسة ينزعون قلبك  ليعيدون رسمه
كاريكاتورا مضحكا لا يتنفس
يمسحون عرق جبنهم و يهرولون
من أمامنا بلا ضريبة و لا مكس
إذا سألتهم كيف و لماذا؟
قالوا: أنت خائن لا تحب شمس الوطن.
***
إذن أعيدوا إلى حقلي زهرة وسنبلة
أخرجوا من عرش رحيقي أو أرمي القنبلة
دعوا عنكم عسلي في شهدي فأنا نحلة مقبلة.
                                               عبد الرحيم لعرب
                                                            1999


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق