لحظة صمت الشاعر
الزمن
توقف عندي و قال :
عاشق
بين أشجار الجوز متكئا يناجي:
أكلما
أحببت امرأة
غيرت
عنوانها !؟
أكلما
أحببت مثقفة
مزقت
دفاترها !؟
أكلما
عشقت شاعرة
تطايرت
استعاراتها !؟.
سأعود
إلى حيث منبع الماء
سأعود
إلى نهر يحيى إلى تين الجوز و السماء
تحت
زرقتها كاليمامة، أحببت امرأة وردية اللون
جوزية
حوزية لوزية العينين
اسمها
حواء.
سأذوب
بين عطرها البدوي كالحناء
أنت
فلاحة عالمة
أنت
شاعرة أبياتها الهواء و قافيتها الماء
أوزانها
كل الحياة و طيبوبة المزارعين
الفراعنة
البابليون، رائحة النيل وعذب ماء الرافدين
أنتم
الفلاحون أنتم العلماء
سأذوب
بين ضفائرها و ألف يداي على خاصرتها الهيفاء
أنتم
المزارعون أنتم العلماء
أنتم
كل الدواء.
الزمن
مر من جانبي مسلما و قال:
ثوب امرأة معطر بالفيح
واد من الحب و بحر من
الثورة الأحمر
ربوة معشوشبة كصدر
بحار مهذب
ثمر ناضج على شجر
المشمش
شمس تحرق الكائنات
الزائدة تحت الشعاع
عين تحرص أما تنتظر
على عتبة الباب
باب كان مشعا بابنها
الهادي
يطرق كل مساء بعد رسم
المزرعة.
تنتظر كمحبوبة
وجنتاها طماطم
عيناها مكحلتان
بالرصاص و الأزيز
ما عادت تنظر أمام
عينيها إلا اللظى
استشهاد، بيت عزاء أو
خيمة للنصر
لاحت أرواحهم و
انتشرت رائحة الليمون و النعناع.
الزمن
توقف عندي و قال:
اللون
الأحمر، لون الغروب لون الشروق
اللون
الأحمر، لون الحياة لون العروق.
قبل
جبهتي و من وراء حجاب، ناداني:
أيها
الشاعر: أتريد وقتا للأماني؟
قلت :
تمنيت حتى غدت الأماني كل زماني
قال :
كبِّر!!، قد يصمت الشاعر،
قد
يختبئ وراء أكمات الأمل البعيد
كمحارب
يراوغ القذائف
كشمس
وراء البحر و كخيمة في الصحراء،
قد
ينبعث من الرماد
كطائر
الفينيق و يصنع اللفائف
و يغني
بصوت شجي كقيثارة الشرق
قد لا
يكتب الكلمات
ولا
يصدح بحزنه و بفرحه الطليق
و قد
لا يقود الفيالق
و قد
لا يشتم رائحة البارود في الخنادق
لكن
تبقى المجازات هي البنادق
و
الكناية لهب المجانق
ألم
يكن في عبس، عنترَ يرعد لعبلة أمام المشانق
في
زمان الشعر و السيف و الخيل و الخمر المعتق؟
هنا
وقف الشاعر أمام الوقت، أمام ساعته، أمام الزمن:
صافحه
بحرارة المنتصرين برغيفهم المبلل
أهديتني
الأمل، أهديتني جواز الدهر ومنجاة سليمان للنمل، أهديتني الأمل
أهديتني
الكلمات، وروح بروميثيوس ، وصبر أيوب و عزيمة الجمل
أهديتني
الشعر، و عنترَ والسيف، فاجلس أيها الزمن اللا متوقف لنعقر الخمرَ
لعل
امرؤ القيس يصير لنا نديما،
و ينهض
من مضاجعة جارته تحت ظل عسيب و يعقد الأمرََ
ونتصعلك معا،و نكتب معا، للناس شعرا و نصنع
ثورة.
عبد
الرحيم لعرب
مارس
2008
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق